تزداد أهمية المعلومات أثناء الحرب فتكون لها الأولوية لدى الجمهور، ما يدفع القنوات الفضائية إلى التركيز على الأخبار العاجلة وزيادة زمنها عبر البث المباشر عن طريق مراسليها الحربيين وتقاريرهم لخلق تغطية إعلامية يتفاعل معها الجمهور لإشباع حاجاته. وهذا الكتاب جاء من صلب المعارك، نقل أحداثه المراسلون الحربيون الذين امتزجت كلماتهم بالدم وعلت أصواتهم على دوي الرصاص والقنابل وهدير الطائرات، فهو كتاب اعتمد على مراسلين حربيين كانوا في الخطوط المتقدمة لا يختلفون عن أي جندي آخر، همهم الوحيد نقل الحقيقة بالصوت والصورة. والدور الإعلامي للقنوات الفضائية الإخبارية في زمن الحرب يدفع الجمهور إلى الاعتماد عليها في نقل ما يدور بأرض المعركة، وقد تتباين مستويات الاعتماد هذه تبعًا لأجندات وتوجهات القناة الفضائية وطبيعة علاقتها مع أطراف الصراع من جهة، ومدى أولوية وتوافق هذه القناة أو تلك دون غيرها مع توجهات كل متلقٍ من الجهة الأخرى، ما يزيد من جدل الجمهور عما ينقل من أحداث، فيبقى الحكم والفيصل هنا على المراسل الحربي وقدرته على إقناع المتلقين وبمختلف توجهاتهم بما ينقله من حقائق عن وقائع المعركة، لأنهم المصدر الرئيسي في نقل الأحداث العسكرية. ويعد هذا الكتاب الأول من نوعه الذي يتناول دور المراسل الحربي في الحرب بهذه الشمولية.
No Comments.