المؤلم أن ذكرى الرحيل تهبط علينا ثم تمر دون أن يدرى بها إلا القليلون، وهو برهان قاطع على أن أمة العرب قد هرب من خصالها (خصلة الوفاء) فالرجل الذي أفنى حياته من أجل أن يكون للأمة العربية من المحيط إلي الخليج سمعة دولية ترنج لها- احتراماً- المحافل العالمية لا يذكره إلا نفر هنا، وآخر هناك.. بل الكارثة أن دولة في أفريقيا هي جنوب أفريقيا قد أقامت في هذه المناسبة احتفالا مهيباً واستدعت ما وصفته بزعيم ثورات التحرر الوطن في العالم الثالث إلي ذاكرتها.. بينما مرت الذكرى في المنطقة العربية في صمت أشبه بصمت القبور.. وفي ظن أن هذا الصمت ليس سببه أن صاحب الذكرى (جمال عبد الناصر) غفل أو نكره لا يعرفه أحد، ولكن لأن الجميع يعلم أن ما ناضل من أجل زواله عاد يحكم على الصدور ويكمن الأنفاس.. وهو بهذا المعنى صمت أو إهمال متعمد (حياء) من الرجل (وخجلاً) من سيرته وكفاحه
No Comments.