يُعَدُّ موضوع تاريخ العرب المعاصر من الفترات التاريخية المهمة والحساسة في تكوين العرب المعاصر؛ نظرا لأن الكثير من الحقائق والأحداث لم ينفض عنها الغبار، ولا زالت في أروقة الأرشيفات والوثائق الرسمية السرية؛ غير مصرح بكشفها، أو الاطلاع عليها؛ ثم إن الكثير من الشخصيات التي صنعت أحداث تلك الفترة لا زالت على قيد الحياة، وربما يسبب هذا حرجا أو خطا أحمر؛ خاصة إذا كانت الشخصية لا زالت تتقلد السلطة، أو قريبة من صنع القرار؛ فيصبح من الصعب على الباحثين تناول الأحداث بتجرد أو حيادية، وتقديم صورة حقيقية وناصعة عن الأحداث؛ ثم إن العديد من الأرشيفات العربية والأجنبية (البريطانية والأمريكية والفرنسية والإيطالية) لا زالت لم تكشف عن أحداث فترات تعود إلى قبل أربعة عقود أو أكثر، وأحيانا كثيرة تحجب الوثائق الحساسة عن أن تطلق للفترات المسموح بها؛ خاصة أحداث الخمسينيات في الوطن؛ مثل: حرب السويس 1956م، وقيام ثورات عربية في عدة عواصم؛ وفي الكتاب الذي بين أيدينا تناول لتاريخ الوطن العربي من قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وإلى قيام حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973م؛ وتأتي أهمية هذا الكتاب من أنه كتاب للطالب الجامعي، والقارئ المولع بدارسة التاريخ العربي المعاصر؛ فهو يخاطب هذه الفئات من خلال تقديم صورة (شبه) شاملة عن تطور الأحداث السياسية والتاريخية في كل بلد من البلدان العربية؛ أو ربما للمرة الأولى تتم دراسة (22) دولة عربية من موريتانيا إلى البحرين، ومن العراق إلى جيبوتي؛ بنظرة علمية وموضوعية ونزيهة؛ وذلك من خلال سبعة فصول؛ جاءت عناوينها على النحو التالي: حالة البلاد العربية عشية الحرب العالمية الأولى، والأوضاع السياسية للبلاد العربية في منطقة الهلال الخصيب، والتطورات السياسية في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، والبلاد العربية في وادي النيل، والتطورات والأحداث السياسية في بلاد المغرب العربي، والتطورات التاريخية والسياسية في الدول العربية في القرن الأفريقي، وأخيرا مشاريع الوحدة العربية وقيام جامعة الدول العربية.
No Comments.