يُعَدُّ'بولند أجويد'إحدى الشخصيات السياسية التي قامت بدور فعال في سياسة تركيا، والتي تحتاج إلى مقدرة كبيرة من الكفاءة والذكاء للحفاظ على استقرارها؛ نظرا لموقعها الجغرافي الذي يحتم عليها إقامة علاقات متوازنة مع جيران كانوا في يوم من الأيام ليسوا على وفاق مع الدولة العثمانية؛ ومنهم: روسيا، وإيران، وكذلك بعد تبني الأتراك للعلمانية، والتوجه نحو الغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل كان عليهم أن يقدموا تفسيرات لجيرانهم العرب المسلمين الذين وقعوا تحت الاستعمار الأجنبي، وجهودهم في قيادة النضال ضد الاستعمار، والتحرر من الهيمنة، واستغلال مواردهم الاقتصادية؛ كل هذه المتناقضات جعلت تركيا تتبنى سياسة متنوعة؛ هدفها مصلحة تركيا فقط لا غير، ويُعَدُّ موضوع'بولند أجويد ودوره في السياسة التركية 1957م - 2002م'على قدر كبير من الأهمية؛ ليس لأنه يدرس حياة سياسي له سياسات مختلفة عن أقرانه كما يقال، أو بسبب تحويل حزب الشعب الجمهوري إلى يسار الوسط، ولكن الأهمية تكمن في أن الموضوع يعالج ويحلل سياسة تركيا الخارجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب، والاتحاد السوفيتي، ودول أوربا الشرقية؛ فضلا عن علاقات تركيا مع الدول العربية الإسلامية، و(إسرائيل)، وإيران في مدة حكم'أجويد'، كما تكمن أهمية الموضوع كذلك في أنه يعالج المشاكل الداخلية التركية؛ ومنها الأزمات الاقتصادية، والمشكلة الكردية، والعنف السياسي...إلخ؛ ولذا قُسِّمَ الكتاب إلى خمسة فصول؛ جاءت عناوينها على النحو التالي: النشأة الاجتماعية والتكوين الثقافي، و'بولند أجويد'في المعترك السياسي 1957م - 1974م، وموقف'أجويد'من قضايا تركيا الداخلية، و'أجويد'وغزو قبرص 1974م، وأخيرا'أجويد'وعلاقات تركيا الخارجية.
No Comments.