تاريخ الوطن العربي

في تاريخ الوطن العربي الحديث وقائع أثبتت أن حركة تاريخ هذا الوطن هي واحدة مترابطة ومتشابكة في أحداثها حتى بعد أن فرضت عليه الحدود السياسية الداخلية التي كانت في أساسها وبمعظمها حدودًا إدارية أوجدتها ضرورات التنظيم الإداري للدولة العثمانية. وبنظرة جغرافية سياسية نجد أن الوطن العربي يقع في منطقة استراتيجية مهمة في العالم؛ ولذلك استهدفه الأوروبيون حتى قبل اكتشاف النفط فيه، فحالما فرضت الثورة الصناعية ومتطلباتها نفسها على أوروبا اندفع الأوروبيون لاحتلال الوطن العربي قبل غيره من مناطق العالم مبتدئين بالجزائر عام 1830، وانتهوا بالعراق وبلاد الشام عام 1918، وفيما بين هذين التاريخين احتلوا كل أجزاء الوطن العربي الأخرى، وأسقطوا الدولة العثمانية التي كانت تسيطر عليه قبلهم. ومثلما كان الاحتلال الأوربي شموليًّا، فقد كانت المقاومة العربية له شمولية أيضًا في حركتها السياسية والعسكرية والاجتماعية على الأرض العربية، ابتداءً بمقاومة الجزائر ومرورًا بمقاومة المغرب العربي ومصر والسودان والعراق وبلاد الشام والجزيرة العربية. كذلك فإن النهضة العربية الحديثة كانت هي الأخرى شاملة، ولم تقتصر على المشرق العربي كما يرى البعض، بل شملت في فكرها ومفاهيمها العروبية الإسلامية جميع أنحاء الوطن العربي، وفرضت نفسها على الساحة العربية، وترابطت فكرًا ووقائع مع بعضها من المشرق إلى المغرب في كل مراحل التاريخ الحديث.