كان من نتائج اصطراع الشرق والغرب منذ قرون مَضَت، وإلقاء العرب الرُّعب في قلوب الأوربيين أن صار الأوربيون يشعرون بمذلَّة الخضوع للحضارة العربية التي لم يتحرروا من سلطانها إلا منذ زمن قريب، فأخذوا يُنكرون فضل العرب على أوربة وتمدينَهم لها، وأصبح هذا الإنكار من تقاليد مؤرِّخي أوربة وكُتَّابها الذين لم يُقرُّوا لغير اليونان والرومان بتمدينها، وقد ساعدهم على هذا ما عليه العرب والمسلمون من التأخر في الزمن الأخير، فلم يشاءوا أن يروا للعرب رُقيٍّا تاريخيٍّا أعظمَ مما هم عليه الآن غيرَ ناظرين إلى أن نَجم حضارة العرب أفل منذ أجيال، وأنه لا يصحُّ اتخاذ الحال دليلًا على الماضي
No Comments.