إنَّ رسالة الإسلام - التي ختم الله بها كافة رسالاته - جاءت شاملة لما تتطلبه حياة الناس في كل زمان ومكان، ومنسجمةً مع كل الظروف والمتغيرات، ومرنةً بطبيعتها وأحكامها.. ومتوازنة بن التيسير والتشديد، والتسيير يوالتخيير. منطلقةً في بعض أبوابها من قواعد التيسير ورفع الحرج، ومنطلقة في أبواب أخرى من قواعد الحماية وسد الذريعة، ومقررة لمبدأ المساءلة الجنائية؛ لما قد يَصدر من المتكسب عند إنفاق سلعته من أضرارٍ أو جناياتٍ أو مساسٍ بالصالح العام؛ ولما للإعلانات التجارية في هذا الزمن من بالغ الأهمية في الحياة التجارية إذ تعتمد البيئة التجارية - التي اصطبغت بالصبغة الإعلامية اليوم - على ترويج البضائع وتسويق الصنائع عن طريق الإعلان أكثر من أي وقت مضى.. ولما جُبلت عليه النفوس من الطمع في أموال الغير والشح في أموال النفس؛ ما حدى ببعض التجار إلى استعمال وسائل التحايل والمخادعة وتعريض مصلحة المجتمع للضرر أو الخطر من أجل مصالحهم الخاصة.. ولحاجة الأنظمة المعنيّة بهذا الجانب في المملكة العربية السعودية إلى مزيد دراسة وتحليل، وتأصيل وتدليل، ومقارنة وتمثيل.. ولغير ذلك من الأسباب الهامة؛ كان هذا الموضوع الذي عنونا له ب: المسؤولية الجنائية في الإعلانات التجارية.
No Comments.